جامعة الزكازيخ..فرع زيورخ

---

جاء يوم الفرحة المنشودة

ونجح أخي الصغييييير في الثانوية العامة...وهاتك يا زغاريد من الست الحاجة والجارات قابلها العريس بمزيج من الشكر والتأفف بعد أن زادت عن حدها...

وفي المساء...وبعد العشاء...والتورتات والجاتوهات والهدايا والبالونات ..اجتمعت الأسرة الكريمة لتقرر مستقبل آخر العنقود

وقبل ما أكمل لابد أن أوضح لكم ان المحروس كبر وترعرع عندما بدأت أسرتنا تشهد عصر الانفتاح الاقتصادي...فتعود أن كل لبسه "مارقات" يعني ماركات وانه لازم يخرج في الويك إند ويسافر يتفسح بره في الأجازات -طبعا مش باحقد عليه ولا حاجة مانا لحقتلي سنتين تلاتة برضه- وأيضا هو الوحيد من ضمننا اللي دخل مدارس لغات وكل صحابه عاليين أوي وبيعملوا أعياد ميلادهم في الفور سيزونز وحاجات كده -معلش أصل أنا محدش أعرفه أصلا يعرف يعني ايه عيد ميلاد-

المهم وبالنظر لمجموع أخي المجتهد المشرف توصلنا إلى أنه ممكن يحالفه الحظ ويدخل كلية سباكة السودان ، ولو حول صرف صحي أسوان بعدها بسنة يبقى تمام...

طبعا محدش استجرى يقول كده وش حرصا على مشاعره الغضة ، فاستدرك أبي الموقف وقال له: مجموعك كده يا دوب يجيبك تجارة أسيوط ولا حاجة ، بس انتا كده هتبعد أوي..خلينا ننام ونبقى نشوف الدنيا فيها ايه

ومنذ الصباح التالي وحتى أسبوعين تاليين وأخي الجميل الرقيق كعب داير -يا حرام- على الجامعات الخاصة المصرية والأجنبية ، يسحب ملف بـ 300 جنيه هنا ، ويملى استمارة بـ 500 جنيه هنا ، ويعمل انترفيو لمدة ساعتين هنا ، واختبار ذكاء بالفرنساوي كده مالوش لازمه -هما هياخدوه هياخدوه بس لو طلع غبي هيدفعوه أكتر-

لحد ما قلبه اتنحر من المشوره واللف والدوران هو والسائق والسكرتير بالسيارة المكيفة ، لكن هنعمل ايه...لازم يشقى علشان مستقبله...مش هو اللي خاب ومجابش مجموع؟..يبقى يستحمل بأه اللي بيحصله..

وبعد الكثير من الأحداث وسؤال الناس.. استقر الرأي على إحدى الجامعات العبيطة.. الغير عريقة.. لكنها أجنبية.. وفي مصاريفها معدية.. وكلها ناس مش جايبه حتى ستين الميه ، وأصر أخي أن يبتعد عن كلية التجارة و أن يدرس مانجمينت Management فاحترمنا جميعا رغبته وباركنا رؤيته

ووقع علي الاختيار لأصحبه يوم دفع الفيس fees أو الpayments وذهبنا سويا إلى "حرم" هذه الجامعة...
طبعا حرم ايه؟ دا الكباريه يتكسف منه.. أول ما دخلنا داعبت أنفي روائح متنوعة مختلطة من أغلى العطور وأثمنها وانا اللي كنت فاكره اني متعوده على البارفانات..جت لي كرشة نفس جامدة جدا ومبقتش عارفة أتنفس...
اللي فوقني عربية كده فظيعة وقفت أدام "الحرم" ونزلت منها واحدة...واحدة بجد شكلها مغنية مثلا أو ممثلة المهم راحت على شلة ولاد وبنات وسلمت عليهم وباستهم واحد واحد وواحدة واحدة.. وانا طبعا متنحة..كرشة نفس ايه..دانا هيجيلي سكته قلبية...لحد آخر واحد سلمت عليه وجت تبوسه زقها كده..قلت والله مجدع...لسا فيكي رجالة يا بلدي...
لقيته بيقولها: معلش يا "توفي" أصلي داخل لي برد!!!
نعم يا .....إلهي يدخلوك في تربتك بدري...وبعدين مين "توفي" دي؟ أكيد ده دلع تفيده...الله يرحم
بصيت الناحية التانية لقيت ولد مرصص اتنين بنات وعمالين يكتبوله على الجينز بتاعه!!!!! وهاتك يا ضحك وهزار وكلام بالفرنساوي والبنجالي
اكتشفت ان أخويا وصل المبنى وأنا لسا متنحه عند الباب
جريت علشان أحصله لقيت واحد وقف قدامي كده بسم الله ما شاء الله حيطه طول بعرض وبيبتسم ابتسامة عريضة...طبعا مفهمتش الموضوع وحاولت أعديه لقيته "بيرقص" بوضع شدة على القاف يعني زي لعيبة الكورة ومش عايز يعديني ،
قمت أنا تخنت صوتي وعليته كده و قلتله: انت هتهزر ولا ايه؟
قالي: اسمحيلي احنا أسرة love & live وبنرحب بيكي كطالبة جديدة معانا ولو تحبي تاخدي Tour في الكلية هاكون سعيد جدا باصطحابك...
بصراحة ذوقه أحرجني بعد ما "بعبعت" فيه وفرجت الناس عليه فاعتذرت بأدب وقلتله لأ ده أنا جايه مع أخويا...وجريت تاني بسرعة قبل ما تان تان يجي تاني
وصلنا الشباك
هو مش شباك...هو ريسبشن أنضف من أي ريسبشن بنك شفته بصراحة
اخويا قالي: نقعد لحد ما الدنيا تفضى
قلتله: لأ لازم نحجز مكان في الطابور ...فظل جالسا وطنشني وأنا رحت وقفت في الطابور كان قدامي اتنين بس
قعدت السكرتيرة تقولهم بالانجليزي هتدفعوا كاش ولا فيزا ولا شيك ، المهم أول ما مشيوا وجيت أقف لقيت بنت وقفت قدامي ..طبعا أنا -الغجرية- قلتلها : ايه؟ ما تقفي في الطابور...ضحكت أوي وقالتلي: دا دوري...قلتلها لأ أنا وقفت الأول
وتربست أنا بأه لحد ما لقيت أخويا النذل ...قصدي الشهم جاي بيشدني من دراعي وبيقولي يا بنتي الدور بالأرقام وأنا حاجز رقم بالتليفون من قبل ما نيجي !!

طبعا كان شكلي عار على الآخر ومن نظرات أخويا كانت واضحة جدا انو ندم وغلط انو جه معايا ومش هيكررها تاني...
قعدت جنبه وبعدين لقيت واحده جايه تسأله وتتكلم معاه على ورق التقديم وهاتك يارغي ، فبعد ما خلص بقوله: البنت دي مش محترمة عماله تكلمك وتضحك معاك ده بتاع ايه؟
قالي: يا بنتي Peace أنا معرفهاش أصلا بس كده يعني عيشي اللحظة...
قررت اني مش هتكلم تاني طول مانا في المكان ده حرصا على مرارتي من الفقعة

دفعنا دم قلبنا-المصاريف- الحمد لله ومشينا في طريقنا للباب وانا حاسة ان حاجة كابسه على نفسي..وعيني بدأت ترف ورجلي شنكلت وحاجات كده...قلت الله يكون في عون اللي بييجوا هنا كل يوم !!!
واحنا في العربية أخويا جالو تليفون من حد صاحبه فبيقول :الواد مؤمن عارفه ده الدحاح قبلوه في هندسة ..جامعة القاهرة...بيئة أوي...ايه القرف ده
أنا طبعا مسمعتش بقية المكالمة
بعدما قفل -وكأنه حس بأحاسيسي- لقيته بيبصلي وبيقولي: هوا انت صحيح متخرجة من جامعة ايه؟
قلتله: نفس الجامعة البيئة اللي صاحبك داخلها
احمر وجهه قليلا وقاللي : معلش بأه الزمن غير الزمن
ساعتها حسيت ان عندي 60 سنة

بقلم

ست البنات

http://kaidakonna.blogspot.com/