بنات الهوب هوب

من قيمة خماشر سنة كدة(يعنى يعملوا بتاع 3 سنين تعبانين) كنت في سنة تانية كلية
وبالصلاتو ع النبى كده انا كنت وحش كاسر...مسمار اللاووظ بيبرم فى ايتها مهمة او مسابقة او نشاط...يعنى من الاخر برشق فى اى حاجة تمر من أودام عينى ومن ورايا ومن ايتها إتجاه
مش بعتق (يلا بقه شباب متهور)
وقال أيه خير الله ما اجعله خير لمحت وسمعت إن الماراثون (مسابقة الجرى يعنى) بتاع الجامعة بعد يومين.
قوم ايه بقه...الدم ضرب في نفوخى...والوطنية جريت في عروقى...وعروق رقبتي نطرت لبرة...وقلت لنفسي
"كليتك بتناديكى يا بطلة...مصر محتجاكي يا بت...املى الاستمارة الله يخرب بيتك هتضيعينا"
وخلاص قررت إن المرة دي تبقه بتاعتى...وخليها المرة الجاية بقه للعيال التانية تفرح ( يلا خلوا الكل ياكل وينبسط)
وخلاص قررت انى ابدا بقه مشوار التدريب الطويل اللى هيمكننى من الفوز
وطلعت علي نادى جنبنا كده وقررت ألفلى التراك كده قيمة لفتين وتلت...اهه بردو حاجة تلين العضلات اللى نشفت من يجي كتير.
يوه يا جدعان لما الواحد يعمل حاجة عشان مصر...وعشان الولاء.
يا رجاله انا كلى مصر...انا قلبى لمصر...والكبدة لمصر...وبردو الفشة لمصر (مش عرفة لحد دلوقت كان ايه صلة مصر بالموضوع...بس ما علينا)
نزلت يا رجاله فى التراك وانا غضنفر جثور...وحسة ان مصر كلها اعدة من ورايا تغنيلى فى حس واحد ذى فريق كورال أطفيح البلد وبيقولوا
"اتقدم...أه أه أه...أتقدم...أه أه أه...أتقدم اتقدم وحرام عليك يا معلم...بكرة هتشوف الموت...أتراجع بقه واتندم...أتعلم واتندم واتنيل"
وانا مركزتش خالص مع الاغنية...ولا سمعت كلام العالم بتوع الكورال ولا عملت بنصيحتهم (يا ريتنى سمعت وعملت بيها)
طلعت يوم المسابقة علي قارعة الطريق...قصدى على خط البداية...بيبدأ من علي باب الجامعة وبينتهى فى أقاصى الواحات
أصل انا احب افهمكم واوعيكم يا رجالة...حاكم احنا جامعتنا مترامية الاطراف...تمتد من الغروب الشرقى لوادى حوف...ثم تتمحور كده حوالين نفسها وتطلع على صفط اللبن وترجع تخرم تانى من الداخلة والخارجة والفرافرة لحد السلوم ثم وادى النطرون.
ما علينا
البنات يا اخونا كانت هتجرى 3 كيلو ...والولاد بينى كانوا هيجروا قيمة 350 كيلوونص...مش واثقة بالظبط...يمكن يزيد عليهم كمان حبة حلوين بتوع 30 كيلوكمان.
الولاد مش مهم...الاهم البنات اللى أول ما شفتهم..ادركت وتيقنت ان الكاس ليا.
وقلت في سر بالى" هع هع ها...يا مرك يا حلوان...دي بناتك يا حلوان...بقه البنات التعبانة والهفتانة دى هما ممثلينك فى الاوساط الرياضية (بغض النظر عنى وعن هفتانى...أنا بتكلم في الحق دلوقتى...طلعونى انا خالص من الموضوع ده)
كانت كذا عربية إسعاف راكنة علي جوانب الطريق...وفى إنتظار طلقة الإنطلاق عشان يلموا العالم الفطسانة اللى هتترمى علي السكة.
سحبت نفس ثقة كبير...وقلت فى سر بالى
"اهربى يا بت منك ليها...كتكم الخيبة...وايه اللى جبركم علي المر يا عالم يا فاضية"
وفى لحظة و من قبل حتى ما أخرج نفس الثقة اللى سحبته...لقيت قيمة 3 اتوبيسات محملة ناس...جم وركنوا علي جنب.
طب انا مش عرفة طيب الناس اللى جوة دي جاية تشجع ولا تضرب ولا ايه في سنتهم الحمرا .
والاقيلكوا وحوش...غجر...اكلى لحوم بشر...نازلين من الاتوبيسات.
مين دول يا رجاله...وحياه ابوكم حد يقولى.
"دول بنات تربية رياضية حلوان...فراعنة الجامعة...البنات امات عضلات دول...أيه هتنسى ولا ايه...فكرك انتى انهم كانوا ممكن يفوتوا المسابقة دي؟...مش قلنالك اتعلمى واتندمى...كتك دهية" (اللى بيردو عليا دول فريق الكورال ...اصلهم جهم عشان يشجعونى ويترحموا عليا)
انا بقه وبصوتى الحيانى "ويك ويك ويك...جاي جاي جاي...يا ابن ويا ابن ويا ابن...يا ولود ويا ولود ويا ولود"
وبصيت لروحي فجاة... لقيتني...تعبت من المفجأة...ونزلت دمعتى.
انا مش عارفنى
طب بصوا انا عرفة ومدركة إن الجرى فى مجاهل حلوان ضار جدا بالصحة وقد يسبب الوفاه...يعنى سلعوة تنط عليا تؤرمنى...ديب شارد يجرى ورايا يأزأزنى...دنياصور مخنوق شوية من الحر يطلع عليا ويناولني مقلب حرامية...تعبان حامل فى بيضتين يطلع همه فيا...يعنى اى حاجة من الجو ده.
يعنى انا لازم يا اخوانى اتحلى بالفطنة والإفتطان...الإنتحار حرام وكلنا عارفين...بلاش بقه المرة دي وخلوني اتقى ربنا في صحتى وعافيتى.
لكن علي مين...اومال فريق الكورال ده جاى يترحم علي مين.
هتجرى يعنى هتجرى.
وفى فسوة...لقيت المسدس بيضرب نار...نار بجد مش طلق يعنى...حاكم الناس دى مش بتجري غير بالنار واللسوعة.
وكان لازمن ولابد فى هذه البوليكة أن أجرى وبعزم ما فيا وإلا هنداس...دى سكة اللى يروح ميرجعش...النار واللسوعة من ورانا...والصحرا من امامنا.
وفضلت اجرى واجرى وأجرى واجرى وأجرى وأجرى
انى الاقي نهاية ولا بوادر نجاه....مفيش.
واجرى واجرى واجرى واجرى واجرى واجرى
والعالم بتتسقط ذى البيتنجان من فوق سجرته...والاسعاف تلم.
وكل اللى يتعب يوقف اتوبيس من الاتوبيسات اللى ماشية ملازمانا ويعد يطلع فى روحه براحته وعلي رواقه بقه.
وانا اقول ابدا...مش انا اللى فضيحتي وجرستى تبقه بجلاجل وحناجل...لئه.
لكن خلاص بقه...طب ليه الغلب؟....إن كانت مصر هى السبب فى حماستى دى...فمصر خلاص باعتني عند اول محطة...وانا هنا بجرى بطولى...كفاية كده...كفاية غلب.
وفجاة
لقيت اللى من بعيد وعلي مدد الشوف بينادى عليا
"يلا يا احمر...اجرى يا احمر...شد يا احمر"
أصلي صراحة كنت لابسة احمر...والعالم اللى كانت بتشجعنى كانوا شوباب من المدينة الجامعية طلين من البالكونات (حاكم احنا مدينتنا الجامعية جوة الجامعة في الصحرا علي ايدك اليمين كده وانت داخل)
وبدل ما ابصلهم وازعقلهم واقولهم ايخرص ياض منك ليه...لقيت الدم بيضرب تاني في عروقى(مهى شغلانة بقه)...وحسيت إن ده اليوم المشهود... اليوم اللى اتدربت عشانه قيمة ساعتين وربع.
عينى احمرت ذى بروسلى...وعروق رقابتى نطرت لبرة... وجسمى كله اتنفض..وحسيت ان الكاميرا بتلف حوالينى وبتجبنى من كل حتة ذى ما في الافلام الاكشن...وخير الله اما اجعله خير قال ايه بعيد عنكم كده لقيت بوءى بيتحرك وكأنى بتكلم وبعدين الكلام يخرج بعد شوية ولقيتني بقول
"لئااااااااااااااا...مش انا يا غجر....سوف انتقم منكم يا اوباش"
وقمت تاني وفضلت اجرى وانا شغال في ودني اغنية " اللى بنا بنا مصر...كان في الاصل حلوانى" (من حلوان يعنى).
واعدت اجرى أجرى أجرى اجرى أجرى
لحد ما لقيت راجل واقف من بعيد بيسجل رقم كل واحد يعدي عليه...علشان يضمنوا ان محدش يخرم من بركة السبع ولا حاجة.
كنت سعتها بزحف علي ركبى...ولسانى خارج لبرة...وسألته بكل انكسار
"هاه يا كابتن فاضل ادايه"
يرد يقولي "أجرى يا بنتى اجرى"
وانا اقوله " الله يكرمك يا عم الحج فاضل اد ايه"
وهو يرد وهو متأثر اوى " يا بنتي اجرى خلاص خلاص اجرى يا بنتي"
الله يخرب بيتك علي بيت بنتك ..ايه يا راجل انت في سنتك الكوبيا دي...يا ابا انهار واعترف فاضل اد ايه...صارحنى يا حاج
"خلاص يا بنتي كلها كيلو..يلا هوب هوب"
الله يخرب بيت الغلب...مين الراجل ده يا جدعان...هو كيلو بطاطس...ده كيلو هوب هوب.
وببركة دعا الكروان قدرت ازحفلى حبة حلوين.
وخلاص بقه فاضل خطوتين علي خط النهاية...وكانوا أغتت خطوتين.
لقيت بقه مناخيري بتنزف وغلب...ما احنا بنجرى في عز الولعة...مش مهم شهر ايه ...المهم إن فصول حلوان كلها صيف ومعندناش احنا شتا خالص...وإن كان عاجبكم.
وصلت للخط وانا بفيص
بصراحة الحق يتقال...ناس معرفهاش شالتني وجريوا بيا...معرفش بيحيوني ولا بيهربوني...لحد الان مش قادرة اعرف.
والناس ادوني كده ظرف ابيض فى ايدي كده في الدرا من غير ما حد ينقرهم عشان الحسد بردووالعين وحشة.
كان جواه بتاع عشرين جنية كده مفكوكة خمستين وعشرة...وفوقهم 40 قرش برايز.
يا هناي يا سعدي يا مصر...مبسوطة يا مصر؟!
قال ايه أخدت المركز الاول علي مستوى الكلية (يعنى يعمله بتاع المركز الحداشر علي مستوى الجامعة)
أصله طبيعى وأكيد وحتما ولابد أن العشرة الاوائل لازمن يكونوا من من بنات الهوب هوب.
ولا ايه؟

بقلم

مها زين

انها الحياه