سجل يا تاريخ

رغم اشتراكى فى مدونه الضاحكون ورغم وجود مدونتى (عبده الرايق ) ورغم اشتراكى فى الفيس بوك الا ان علمى بيوم الثوره يوم 25 يناير شرف لا ادعيه فلم اكن لحقيقه الامر اعرف بهذا اليوم نظرا لابتعادى كثيرا عن عالم التدوين .. الا اننى علمت بالمظاهرات يوم الثلاثاء بعد الظهر وانا فى عملى ولم اتوقع ابدا ماحدث بعد ذلك ..عدت الى منزلى القريب جدا من شارع الجيش او ميدان الاربعين بعد العصر لاجد طريق شارع الجيش مغلق ولابد ان اتخذ طريق الترعه للوصول الى منزلى لم اشاهد شىء وعدت الى المنزل .. بعد اذان المغرب تلقيت عده تليفونات من اصدقائى يحذروننى من النزول الى القهوه التى اجلس عليها يوميا بالقرب من الميدان ولكن هذا التحذير دفعنى الى النزول .. تزلت مسرعا الى شارع صدقى لاجد بعض العاملين معى فى الطريق ..ذهبنا مباشره الى شارع صدقى بعد صلاه العشاء فوجدنا الطريق الى ميدان الاربعين مغلق تماما بالكثير من الجنود فغيرنا مسارنا الى شارع جانبى يؤدى الى الميدان وفعلا وجدت كل السويس هناك شباب يجرى ويصرخ فى الظلام والقنابل المسيله للدموع تنهال على الجميع ..اخذت اقترب كثيرا لاصل الى مقدمه الاحداث ...انه فعلا منظر رهيب ..اننا فى موقف مواجهه مع الشرطه .. سمعنا ان هناك شهدين سقطا فى الاحداث .. وترددت اشاعات ان الشرطه اختطفت فتاه من المتظاهرين .. وجدت نفسى موجه صغيره وسط بحر الشعب ..كان الجميع غاضب .. ظهرت حماسه مقاومه السويس للحصار فى عام 73 .. خبر استشهاد اثنين واختطاف فتاه الهب المدينه .. لم اشاهد هذه الحماسه ابدا منذ عودتى صغيرا الى السويس فى عام 75 وانا ابن 9 سنوات .. عدت مسرعا الى المنزل لاحضر تليفون ابنى لاصور الاحداث لجوده صوره ..وبعد عودتى قمت بتصور بعض المشاهد وتلقيت خبر اصابه عاملين معى ..واحدهما تم نقله الى مستشفى التأمين الصحى بحوض الدرس .انتقلت فورا الى المستشفى فمنعونا من الدخول بعد معرفتهم اننا اتينا لشاب من شباب المظاهرات ..وبعد جدال استمر طويلا تم طردنا الى الخارج الا اننا دخلنا بمعرفتنا الخاصه . وجدنا الشاب مصاب بخمس طلقات من الخرطوش فى رجله وكتفه من الخلف .. وللاسف الشديد امتنع الاطباء فى المستشفى عن عمل اى شىء له !!!!!! .. اننا نعرف انه فى الحروب يداوى الاطباء فى المعارك المصابيين من الاعداء عند اسرهم .. ونحن نعرف ان تجار المخدرات والقتله والخارجين على القانون يعالجون اذا اصيبوا اثناء اعتقالهم ..ولكن هنا ...لم يتم علاج المصاب الا فى اليوم التالى بحجه ان علاجه لا يتم الا بأمر النيابه !!!!! لا اعرف ان كان هذا هو القانون ام قانون الغاب .. وللاسف فى اليوم التالى ونظرا لتحرك الطلقات فى كتف الشاب ورجله تم اجراء جراحه استمرت 5 ساعات تم فيها تقطيع جسده للبحث عن الطلقات

فى اليوم التالى خرجنا للاخذ بالثأر ..اشتعلت السويس ..اشتعل ميدان الاربعين .. اشتعل شارع الجيش ..واشتعلت عيوننا وحلوقنا من القنابل المسيله للدموع .. ( اشهد لك ياشعب السويس البطل )

فى يوم الخميس تكرر الحال ( وللاسف تم احراق مبنى المطافى فى هذا اليوم )

جمعه الغضب ..بعض الصور هنا نظرا لكثافه الاعداد بطول الشارع ونظرا لكثره الاحداث ساستعين معى ببعض شاهدى العيان

كانت جمعه مختلفه ..كانت جمعه النهايه للدوله عندنا فى السويس ..تجمع رجال السويس كلها ..خرجت السويس عن بكره ابيها ..خرج شبابها ورجالها ..بعد الصلاه مباشره تلاقت الامواج امام قسم الاربعين ...هدرت العاصفه واذر الاسود ..واندفعنا الى الحريه فتهاوى امامنا كل شىء تهاوت القنابل المسيله للدموع وانهارت السيارات المصفحه وانهار قسم الاربعين ..انهار الظلم والفساد ..انهار منبع الجريمه لا مانعها ..انهار جنود الامن المركزى واسرعوا يختبئون فى المبانى المجاوره للقسم وتفرقت الاحداث

شاهد عيان :- فى برج الدوشى امام القسم قام شيخ كبير بحمايه مجموعه من فلول الامن المركزى وحث الناس على عدم التعرض لهم وكان الجنود فى حاله يرثى لها فتبرع بعض الشباب الثائرين الذين كانوا يتعقونهم بأحضار طعام لهم حتى ان حرامى ممن كانوا يسرقون المحلات كان يحمل كرتونه معلبات وعندما شاهد المنظر وقف واخرج من الكرتونه بعض المعلبات واعطاها للجنود ( لعل علماء النفس يتحيرون مثلى فى هذا الموقف )

شاهد عيان :- قمنا بحمايه ضابط مباحث الاربعين محمد صابر وانتشلناه من وسط المتظاهرين بعد ان قمنا بعمل كردون حوله لمنع المتظاهرين من الفتك به بعد ان تعاملوا معه بقسوه شديده

شاهد عيان :- تم انتقاء المخبر قنديل بالاسم من قبل المتظاهرين ( نظرا لما كان يقوم به من مصائب فى حق الناس حيث لم يفرق بين كبير وصغير ووصل به الحال الى ربط الناس فى دراجته وسحلهم فى الشوارع ) وتم الهجوم عليه من قبل المتظاهرين وكاد فعلا ان يموت .. بل ان البعض ظنه مات فتركوه

شاهد عيان من قوات الامن :- (هذا الشاهد مهم لانه من معسكر الامن ) لم ننام طوال 4 ايام . كان المتظاهرين بيجوا الظهر ويفضلوا يهدوا فينا للفجر وترجع تانى يوم الكره .قعدنا 4 ايام فى الشارع .اول 3 ايام كان معايا خوذه وصداده لكن يوم الجمعه سلمونى بندقيه ألى و3 خزنات رصاص (اثنان من اخوات هذا المجند كانوا مع المتظاهرين ) بعد ان انهزمنا اختبأت مع مجموعه من زملائى فى برج المبيع الجديد وخلعنا زى الامن المركزى وهربنا بالملابس الداخليه وبعض الناس اعطونا ثياب نهرب بها .وقمت بتسليم سلاحى الى قوات الامن فى شارع شل وهربت بجلدى

شاهد عيان :- 6 من ضباط المباحث فى قسم الاربعين والسويس وفيصل كنا نخبئهم فى منزل احد الضباط فى مدينه السلام لمده 3 ايام وكانوا يستعملون نورا التليفونات خوفا من ان يقوموا باشعال المصابيح فينكشفون

شاهد عيان :- قام الاهالى بحرق جميع معارض تاجر المخدرات صديق المحافظ المدعو ابراهيم فرج سواق التاكسى الذى اصبح من اثرياء السويس بالتجاره المحرمه وصداقه المحافظ الاكثر اجراما فى تاريخ السويس ( صاحب الكاس والنساء ) بعد ان قام بقتل بعض الشباب

شاهد عيان :- اعتلى اثنان من قوات الامن سطح القسم واخذا يقذفان الحجاره الكبيره على المتظاهرين ونجحوا فى ابعادهم لفتره ولكن احد الشباب استولى على السلاح القاذف للقنابل المسيله للدموع وكقناص ماهر من امام مبنى قصر الشوق اطلق عده قنابل على الفردين فنزلا من على سطح القسم ( انقلب الحال المتظاهرين يطلقون القنابل على الشرطه )

شاهد عيان :- اسرنا جنديين فاريين بجوار سينما مصر وكدنا نفتك بهم لولا بكاء احدهم وتوسله لنا ان نتركه فتركناه واوصلناه بعيدا عن المظاهرات

شاهد عيان :- رتبه كبيره فى القسم وربما يكون المأمور قام المتظاهرين باقتياده خارج القسم ونظرا لكبر سنه قال له المتظاهرون لن نضربك سنتركك ولكن بعد ان تخلع ملابسك العسكريه وبالفعل خلع البدله العسكريه فتركوه

واخيرا

واخيرا

واخيرا حرر شعب السويس المدينه من الاحتلال وهربت الشرطه

كاذب من يقول فى وسائل الاعلام من الضباط احنا كان معانا سلاح وكنا ممكن نقمع المظاهره ..كاذب والف كاذب لان شعب السويس الذى دحر اليهود بمدرعاته فى 73 كان قادرا ان يبيد هؤلاء الادعياء كلهم حتى ولو استعملوا كل اسلحتهم ولكن شعب السويس وخاصه بعض كبار السن وبعض العقلاء قاموا بمنع مجزره كامله لكل انواع الشرطه فى المدينه

تحيه وتقدير لكل اهلى فى المدينه الباسله

تحيه وتقدير لكل شعب مصر فى كل المحافظات

تحيه وتقدير لروح الشهداء